الاثنين، ٢٩ أكتوبر ٢٠٠٧

26- أدب الداعى :

لا يصح للداعى تقويم المعوج إلا أن رأى نفسه دونه ، فإن رأى نفسه فوقه أو مساويا لم يقدر على تطويل روحه على تقويم المعوج أبدا ، ولا يتحقق الداعى منا بشهوده نفسه دون المعوجين ذوقا إلا إن وقع فى جنس ما وقعوا فيه ولو مرة واحدة . قال سيدى على الخواص : كل فقير لا يقع فى المعاصى فى بدو أمره لا يصلح للإرشاد لكون العبد إذا وقع فيه يصير يقيم المعاذير للخلق ويرحمهم بخلاف إذا لم يقع ، وأعلى ما يصل إليه المريد من ذل النفس بعد طول المجاهدة والرياضة دون ما يصل إليه أصحاب الذنوب الذين اندبغت نفوسهم بالذل من كثرة وقوعهم فى القضاء والقدر ، ويسألون الإقالة منها فلا يقالون ، فإن هؤلاء معدون من أهل التسليم لا من أهل النزاع . وتأمل ذل نفوسهم بين يدى أقل الناس تجدهم على أخلاق أعلى وأشرف من أخلاق غالب العلماء ، وهذه الصفات كانت هى الحقيقة مجال العالم ، لأن العلم إذا لم يزد صاحبه تواضعا وذلا فهو وبال (البحر المورود ، ص 44- 45 ، والنظر هنا للمعصية من حيث الرضا بالقضاء والقدر والتسليم له ، مع وجوب الاستغفار منها من حيث الكسب كما نبه عليه سيدى الشعرانى ص 48) .

ليست هناك تعليقات: