الأربعاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧

12- شرط دخول الحضرة الإلهية بغض الدنيا :

1- شرط دخول الحضرة الإلهية بغض الدنيا : وكأن خدام الحضرة الإلهية يقولون : لا نمكن أحدا يحب الدنيا ويرجح الذهب على الزبل أن يدخل إلى حضرة الحق تعالى ، لأن من رجح شيئا على حضرة ربه فقد استهان بها ، وفى الحديث الصحيح ((ازهد فى الدنيا يحبك الله)) ، فعلق محبة الله على الزهد فى الدنيا ، فمن رغب فيها ومال بقلبه إليها فهو ممقوت فى الدنيا والآخرة ، ومن تحقق بهذا لم يستكثر شيئا من الدنيا أن يعطيه لأحد ، هذا شأننا ما دمنا قاصرين عن درجات الكمال ، فإذا بلغنا مبلغ الرجال إن شاء الله تعالى أخذنا الدنيا بحذافيرها وصرفناها فى المواطن التى شرعت فيها وطالبنا بالحقوق على نية تخليص ذمة من امتنع لا بنية نفعنا نحن بذلك ، حتى لا نرى لنا فى الآخرة منة على أحد أو حقا على أحد (البحر المورود ، ص 31 – 34 باختصار وتصرف وتقديم وتأخير) .

الأحد، ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٧

11- الزهد :

أول المراتب فى الطريق الزهد فى الدنيا بالقلب ، وكل فقير لا ينشرح إذا صرف الله تعالى عنه الدنيا وضيق عليه فى المعيشة فهو كاذب فى دعواه الفقر (البحر المورود ، ص 30-31) .

10- من أنكر شيئا فهو جاهل به :

العارف يعلم أن كل من أنكر شيئا فهو جاهل به ، وما أنكر المنكِر إلا ما هو فوق مرتبته ، فقاس حال الفقراء على حاله . (البحر المورود ، ص 30) .

9- قاعدة فى النصح :

لا بأس بذكر ما هو أكمل أخلاق الفقراء للأخوان ليتشوقوا إلى الترقى إليه ، ولو أن الفقراء لم يذكروا لأخوانهم شيئا فوق أحوالهم لم يقع لهم ترق ولا كان للنصح فائدة (البحر المورود ، ص 29) .

الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧

8- ميزان للتفريق بين ما كان للدنيا وما كان للآخرة :

ميزان للتفريق بين ما كان للدنيا وما كان للآخرة : فإن مشايخ الطريق قد أخذوا العهود على مريديهم ألا يزاحموا على شىء من الدنيا ، ولو وظيفة تدريس علم أو إرشاد المريدين ، وذلك لما فى المزاحمة على ما ذكر من تغير القلوب وتكدير ، لا سيما ما فيه رياسة ، فإن رأس مال الفقير العمل على صفاء قلبه من التكدير ، قال سيدى الشعرانى : وأعلمك يا أخى ميزان تطيش على الذر (يعنى شديدة الحساسية تتأثر بأقل شىء يوضع فيها) تفرق بها بين أعمال الدنيا والآخرة ، وهو أن كلما حصل لك بواسطته نزاع من الناس وتكدير فهو معدود من الدنيا التى أمرك الشارع بالزهد فيها ، فإن أعمال الآخرة الصرف التى يخالطها دنيا لا نزاع فيها ولا مزاحمة ، وما رأينا أحدا قط أذّن احتسابا أو صام نهارا أو قام ليلة يصلى أو أكثر من الصدقة ... فاشتكاه الناس للحكام وطلبوا أن يكونوا موضعه فى ذلك أبدا ، بخلاف ما خالطه دنى معلوم (راتب أو دخل مالى أو مادى) فى وقف أو هدايا من الناس أو نشر صيت أو تعظيم بين الناس ونحو ذلك ، فإنه لولا محبة نشر الصيت ما تشوش عالم ممن برز فى زمانه أبدا . (البحر المورود ، ص 22- 23) .

الأربعاء، ١٩ سبتمبر ٢٠٠٧

7- طريق التحقق من صدق الإرادة بالامتحان :

لا يتحقق لك معرفة كمال إيمانك بكلام الله تعالى وتصديقك لشيخك ومحبته وتقديمه على أهلك ومالك إلا بالامتحان ، وكل عبد يطلب التقرب من الله تعالى إذا ظهر له فى نفسه نقص بادر إلى الأسباب المزيلة له بالطبع أو الشرع ، وهذا شأن كل من دخل معنا (يعنى مشايخ الطريق) فى الصحبة والتربية الخاصة ، وأما من لم يدخل (يعنى الصحبة) فالأدب منا عدم امتحانه ، فامتحن نفسك فى إيمانك بنحو قوله تعالى {والآخرة خير وأبقى مثلا فإن وجدت فى نفسك انشراحا وانبساطا عند كل شىء فاتك من الدنيا فأنت مؤمن حقا بقول الله تعالى {والآخرة خير وأبقى} ، وإن وجدت فى نفسك عند فوات محبوب من الدنيا بعض ندم وحزن وقبض فأنت غير مؤمن ، وكأنك تقول عند قول الحق تعالى {والآخرة خير وأبقى} ليس الأمر كذلك إنما الآخرة شر وأفنى ، وكلامنا لمن يدعى العقل ، فإن من كمل عقله يتلون قول الحق فى باطنه ذوقا ، ومن علامة تلونه فى باطنه تقديمه على غيره ، ويصير فى باطنه المليح مليحا ، والقبيح قبيحا ، مثل ما قال الله عز وجل سواء ، وأما إذا قال الحق : هذا الأمر مليح ، فقال : لا بل قبيح فلا هو مع الحق ، ولا الحق معه فى ذلك ، فلا إيمان . وامتحن يا أخى إيمانك بنحو قوله صلى الله عليه وسلم : ((ما نقص مال من صدقة)) ، وقوله تعالى {وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه} ، فإن وجدت مالك ينمو فى عينك ويزيد فى عين بصيرتك ، ولا تشتغل بكثرة النفقة ولا بإعطاء الفقراء والمساكين ولو ترادفوا عليك ليلا ونهارا فأنت مؤمن بذلك . وإن شهدت النقص فى مالك عند النفقة وكثرة الصدقة ، واشتغلت بذلك فإيمانك ضعيف ، ومن ضعف عليه يقينه عسر عليه ضرورةً الإنفاق فى وجوه الخير لشهوده النقص فى ماله ، وعدم الخلف من الله تعالى ، ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه . وبالجملة فكل من كمل إيمانه ولم يكن عنده ما وعد الله به كالحاضر على حد سواء فإيمانه ناقص ، وماذا يفوت من كان الحق تعالى له عوضا عن كل شىء (البحر المورود ، ص 18-22 باختصار واسع) .

السبت، ١٥ سبتمبر ٢٠٠٧

6- ذكر الله :

أعون شىء للوصول إلى كمال مراتب التصديق كثرة ذكرالله عز وجل بإشارة شيخ صادق فى الطريق ، فلا يزال المريد يذكر الله بأسمائه ، والحجب والأوهام تتمزق وترتفع حتى يدخل حضرة الإحسان ، ويشهد بقلبه الحق تعالى يتجلى سرا وجهرا أزلا وأبدا ، ويرحل عنه بذلك الشهود جميع الشكوك والأوهام كما قال تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ، وأما طلب المريد وصوله إلى هذا المقام بالكلام وسماع المواعظ فذلك فى غاية البعد ، والسر فى ذلك كون الاسم لا يفارق المسمى ، فلا يزال العبد يكرر الاسم الإلهى حتى يجمعه على مسماه بخلاف غير الذكر من الأعمال لكثرة الحجب (البحر المورود ، ص 17 - 18) .

5- إجلال الشيخ :

اعلم أن جميع الأشياخ إنما طلبوا من المريد الإجلال والتعظيم لهم والرضا بكل ما يقضون به عليهم تمرينا له وطلبا لترقيته إذ الشيخ كالسلم للترقى إلى الأدب مع الحق تعالى ، فمن لم يحكم باب الأدب مع شيخه لا تقبله الطريق أبدا ... فيستفيد بالرضا عن شيخه إذا حرمه دنيا الرضا عن الحق إذا حرمه رزقا وأنزل عليه بلاء ، ومتى لم يرض بحرمان شيخه لا يصح له الرضا عن الحق إذا حرمه . ويستفيد بمراقبة شيخه فى الخدمة وعدم غفلته عنها : عدم الغفلة عن الحق وكثرة ملاحظته بالقلب ، فعلم أن من لم يكمل تصديقه وإيمانه بكلام شيخه لا يصح له تصديق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من باب أولى ، لأن من لم يكمل تصديقه وجهه إلى حضرة الشياطين وظهره إلى حضرة الأنبياء والمرسلين (البحر المورود ، ص 16) .

الجمعة، ١٤ سبتمبر ٢٠٠٧

4- وجوب محبة الشيخ وبيان أصل ذلك من السنة الشريفة :

لما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لمحبة الناصح مدخلا عظيما فى حصول الهداية والانقياد بسرعة دون بطء قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم – يعنى لا يصدقنى التصديق الكامل – حتى أكون أحب إليه من أهله وولده والناس أجمعين)) ، ومعلوم أن جميع الدعاة إلى الله (الحقيقيين لا المدعين) نواب للأنبياء فى تبليغ الأحكام وبيان الطريق الموصلة إلى دخول حضرة الله عز وجل فى الدنيا بالقلوب ، وفى الآخرة بالأجسام ، فللنواب ما للأصول من تلك المحبة بحكم الإرث ، ليحصل للمريد كمال الانقياد ، ويعتقد فى شيخه أنه أشفق عليه من نفسه (البحر المورود ، ص 13) .

الخميس، ١٣ سبتمبر ٢٠٠٧

3- عدم التفضيل بين الشيوخ :

لا ينبغى لك المفاضلة بين شيخين ، لأنه من كان مقامه دونهما لا ذوق له فى مقامهما ، فإذا فاضل فكأنه ادعى مقاما فوق مقام الشيخين ، وجعلهما تحته ، ولولا دعواه ذلك ما عرف التمييز بينهما على حسب دعواه ((البحر المورود ، ص 13) .

2- النظر إلى محاسن الوجود :

1- أخذ علينا العهود أن نرى نفوسنا دون كل جليس من المسلمين ولو بلغ ذلك الجليس فى الفسق إلى الغاية ، فنرى نفوسنا أفسق منه ... ، لأن من شهد مساوئ الخلق استهان بحقوقهم وعدم الانتفاع بهم ، وما أمرنا الشارع إلا بأن ننظر إلى محاسن الوجود فقط ، وإن وقع بصرنا إلى مساوئ أحد استغفرنا الله ونهيناه عن ذلك مع شهودنا أننا دونه فى الرتبة ، فلم يوجب الشارع علينا إلا نهى العصاة فقط ، أما احتقارهم فنهانا عن ذلك أشد النهى كما ثبت فى السنة الشريفة ... وليس لنا باب ندخل منه إلى ازدراء الناس إلا وقوعهم فى المعاصى لا غير ، ومن صار ينظر إلى محاسن الوجود دون مساويهم انسد عنه باب ازدرائهم . وما ثم أحد من الناس إلا وهو مشتمل على محاسن ومساوئ ما عدا الأنبياء والملائكة ، ولكن الكامل ملآن من شهود نقائصه ، ولا يكاد يقع بصره على عورة أحد من خلق الله عز وجل ، ولذلك قل إنكار العارفين لأنهم يشهدون المحاسن ويحملون الناس على أحسن المحامل ، ويظن من لا يعرف حالهم أنهم يسكتون عن المنكر . وأقل ما تشهد من محاسن العاصى أنه لولا تحمل تلك القاذروات التى نزلت على الخلق لربما كنت أنت المرتكب لها بحكم القبضتين ، إذ لا بد للمعاصى من فاعل . وكل من تحقق بهذا العهد وشهد نفسه دون كل جليس يصير الوجود كله يمده لأنه فى مرتبة الشيخ له ، وانحدر إليه المدد من كل شىء فى الوجود فلا تحصى شيوخه ولا تعد مواهبه ، لأن ما ثم شىء فى الوجود إلا وقد ظهر بخصيصة خصه الله بها ، فيأخذ من الكلب مثلا كثرة الود واحتمال الأذى والجفا من صاحبه ، ويأخذ من الجمل أو البغل الصبر على تحمل الأثقال ، وصاحب الكشف من الفقراء يرى كل ما فى الوجود من الجمادات حيا فيصح له الاعتبار ، فيأخذ من الحجر والحديد مثلا الصبر والتحمل ، ومن فتح بابا فتحت له أبواب ، وحكم المدد حكم الماء ، والماء لا يجرى إلا فى السفليات . (البحر المورود ، ص 8 - 12) .

1- الزهد فى الدنيا :

1- مجموع أهل الحضرة الإلهية ثلاثة أصناف : ملائكة ، وأنبياء ، وأولياء ، وليس من صفات أحد منهم محبة الدنيا بإجماع جميع الملل ، فمن أراد دخول حضرة الله عز وجل فليتخلق بأخلاق أهلها ، وإلا فلا يمكنوه خدامها من الدخول ، ولو عبد الله إلى قيام الساعة (البحر المورود ، ص 7) .