الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠٠٧

8- ميزان للتفريق بين ما كان للدنيا وما كان للآخرة :

ميزان للتفريق بين ما كان للدنيا وما كان للآخرة : فإن مشايخ الطريق قد أخذوا العهود على مريديهم ألا يزاحموا على شىء من الدنيا ، ولو وظيفة تدريس علم أو إرشاد المريدين ، وذلك لما فى المزاحمة على ما ذكر من تغير القلوب وتكدير ، لا سيما ما فيه رياسة ، فإن رأس مال الفقير العمل على صفاء قلبه من التكدير ، قال سيدى الشعرانى : وأعلمك يا أخى ميزان تطيش على الذر (يعنى شديدة الحساسية تتأثر بأقل شىء يوضع فيها) تفرق بها بين أعمال الدنيا والآخرة ، وهو أن كلما حصل لك بواسطته نزاع من الناس وتكدير فهو معدود من الدنيا التى أمرك الشارع بالزهد فيها ، فإن أعمال الآخرة الصرف التى يخالطها دنيا لا نزاع فيها ولا مزاحمة ، وما رأينا أحدا قط أذّن احتسابا أو صام نهارا أو قام ليلة يصلى أو أكثر من الصدقة ... فاشتكاه الناس للحكام وطلبوا أن يكونوا موضعه فى ذلك أبدا ، بخلاف ما خالطه دنى معلوم (راتب أو دخل مالى أو مادى) فى وقف أو هدايا من الناس أو نشر صيت أو تعظيم بين الناس ونحو ذلك ، فإنه لولا محبة نشر الصيت ما تشوش عالم ممن برز فى زمانه أبدا . (البحر المورود ، ص 22- 23) .

ليست هناك تعليقات: