الاثنين، ٢٩ أكتوبر ٢٠٠٧

25- أدب الداعى إلى الله :

الواجب على كل داع إلى الله أن يظهر البشاشة والمحبة لأهل الكبائر ما أمكن ، لأن ذلك أسرع لانقيادهم وتقويم عوجهم ، وقد جهل هذا من هجرهم ، وبعد عنهم ، وأنف من مجالستهم ، ومواكلتهم وخلطتهم فى مواضع تنزهاتهم لا سيما إن قطب فى وجوههم وازدراهم ووبخهم فى المجالس ، فإنهم ينفرون منهم بالكلية فيكون من قطاع الطريق عن الله عز وجل ، لكون الهجر من الكلام يوحش قلوبهم ، وكذلك يصير بازدرائهم معدودا ممن خان الله تعالى ورسوله ، فإن الله تعالى قد أمن علماء الشريعة على عباده وأوجبوا عليهم أن لا يتركوهم يتمادوا فى غيهم ... وكن يا أخى متخلقا بالرحمة والشفقة عل خلق الله ، واستر فضائحهم ، فإن الله تعالى ستير ويحب من عباده الستيرين ، وربما يقيض الله تعالى لك من يقومك عند الاعوجاج ويرحمك ويشفق عليك ويستر فضائحك ، بخلاف ما لو فعلت الضد ، فخالط أصحاب الأخلاق السيئة ، ثم لا تزال تسارق أحدهم ، وتقوم عوجه شيئا فشيئا ، بالتبغيض فى تلك الأخلاق السيئة ، وإسماعه ما فيها من المفاسد فى الدنيا والآخرة حتى يكون هو المبادر لتركها . وأما إذا هجرتهم ونفرت منهم فمن يقوم عوجهم ، فأصحاب الذنوب والأخلاق السيئة ضالة كل داع إلى الله ، ولو أن الداعى تركهم يتمادون فى غيهم أخذه الله بهم يوم القيامة (البحر المورود ، ص 42- 44 باختصار ، وتصرف يسير ، ، والنظر هنا للمعصية من حيث الرضا بالقضاء والقدر والتسليم له ، مع وجوب الاستغفار منها من حيث الكسب كما نبه عليه سيدى الشعرانى ص 48) ، قال مقيده عفا الله عنه : ومحل الكلام سيدى الشعرانى كما هو واضح فى العلماء الدعاة إلى الله فهذا الأدب لهم ، أما سائر الناس فأدبهم مع أهل المعاصى هجرهم مع عدم كراهيتهم بل كراهة معصيتهم ، وبكلا الأدبين أتت السنة الشريفة ، والله أعلم .

ليست هناك تعليقات: