الأحد، ٢٥ نوفمبر ٢٠٠٧

37- مقامنا الحقيقى هو التراب :

أخذ علينا العهود أن نشهد مقامنا الحقيقى دائما هو التراب الذى تطأه الأقدام وتبول عليه الكلاب ، ولا نرفع أنفسنا عنه فى ساعة من ليل أو نهار ، وذلك لأن الأرض هى أمنا التى منها خلقنا ، وكأن من طلب مقاما يرفعه عن أمه فقد عقها من حيث إنها لا ترضى بذلك ، ومن تحقق بهذا المقام لا يفارقه رضا الله عنه ، ولا رضا الخلق ، وإذا قدر أنه وقع لا ينكسر أبدا ، إنما ينكسر من فارق الأرض ، وعلى عليها حسا أو معنى ، ثم لا بد بأن يرجع إلى ما رفع نفسه عن حالة أحقر وأدبر مما كان قبل أن يرفع نفسه ، إما بترادف البلاء عليه ، وتحويل النعم ، وإما بالموت الذى لا ينجو منه أحد . (البحر المورود ، ص 55) .

ليست هناك تعليقات: