الخميس، ٢٢ نوفمبر ٢٠٠٧

30- طريقة تربية المجادل :

أخذ علينا العهود أنلا نسوس قط من دأبه الجدال بالجدال ، وإقامة الحجة عليه ، لأن ذلك مما يهيج نفسه ، ويطول عليه طريق الانقياد ، وإنما نسوسه إذا انعوج بالبر والإكرام ونشر محاسنه بين الأقران وإن لم تظهر عليه لكوننا نعلم أنها كامنة فيه كمون النخلة فى النواة فيما يقع مدحنا إلا على صدق ، ومن أقرب ما نسوسه به إعطاؤه الذهب والهدايا سرا بحيث لا يدرى به أحد من الأقران ، فمن فعل ذلك سحر قلبه لطاعته من حيث لا يشعر ، ثم لا نزال نسارقه ونقوم ما يظهر فيه من العوج شيئا فشيئا بضرب الأمثلة ، وتقبيح من يفعل مثل صفاته بطريق بعيدة نحو : يقبح بالفقيه الذى يعرف ما قال الله وقال رسول الله أن يكون مكبا على الدنيا ... وليحذر أن يجعل المجادل يظن أنه المقصود بذلك الكلام فيلتفت إلى إقامة الحجج عن نفسه ، وتحريف الآيات والأخبار على قدر هوى نفسه ، ويرد الحق باليقين ، ثم يصير إثم ذلك على هذا الناصح لقلة سياسته فى النصح (البحر المورود ، ص 51 - 52) .

ليست هناك تعليقات: